منذ نيسان العام الفائت...دولة الاحتلال التركي توطن 24 ألف شخص في كري سبي

شهدت المناطق المحتلة من مقاطعة كري سبي، توطين ما يقارب 24 ألف شخص، منذ إعلان المسؤولين الأتراك عن مشروع استيطاني في المناطق المحتلة من سوريا مطلع نيسان 2022، وشهدت تسارعاً مؤخراً عبر ترحيل اللاجئين السوريين قسراً إليها.

سرّعت السلطات التركية عمليات ترحيل اللاجئين السوريين القسرية من الأراضي التركية في الآونة الأخيرة، باتجاه المناطق السورية التي تحتلها، لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال الشهر الجاري.

وشهدت المناطق المحتلة وصول الآلاف من السوريين المرحّلين قسراً منذ بداية العام الحالي، بالتزامن مع مضي الدولة التركية في تطبيق سياستها الاستيطانية بالتعاون مع جمعيات "باكستانية وشيشانية وأخرى خليجية"، ضمن مخطط مدروس يهدف إلى توطينهم لجانب التوطين في بيوت المهجّرين عن ديارهم جراء الاحتلال.

حيث وثّقت وكالة هاوار للأنباء خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وصول ما يقارب 2000 شخص بين ذوي مرتزقتها، ولاجئين سوريين رحّلتهم تركيا قسراً عن أراضيها إلى مقاطعة كري سبي المحتلة عبر بوابة كري سبي الحدودية، نحو 500 لاجئ، خلال الـ 4 أيام الأولى من آب الجاري، جلّهم من مدن (حماة، وحلب، وإدلب وغيرها من المدن السورية).

وحسب مصدر محلي من المقاطعة المحتلة، فإنه يتم توطينهم في منازل المهجّرين قسراً عن ديارهم بفعل الاحتلال، في كل من مركز المقاطعة والبلدات والقرى التابعة لها (سلوك، وحمام التركمان، والعلي باجلية، وكرمازات).

هذا وكانت الوكالة في وقت سابق قد وثّقت بدء الاحتلال ببناء 3 مستوطنات في المقاطعة المحتلة وريفها في كل من (تل أبيض الشرقي، وعين العروس، وأرض الأرمني عاكوب في العلي باجلية).

كما وثّقت خلال عام واحد من إعلان السلطات التركية، مطلع نيسان العام الماضي، ترحيل مليون لاجئ إلى المناطق المحتلة من سوريا، نقل أكثر من 22 ألف شخص إلى مقاطعة كري سبي المحتلة، تبعها خلال الـ 3 أشهر الماضية نقل وترحيل 2000 شخص قسراً، وتوطينهم فيها، ليصبح بذلك عدد المستوطنين ما يقارب 24 ألف شخص.

ولا تشمل الإحصائية الذين دخلوا خلال السنوات الأولى، عقب احتلال المقاطعة عام 2019 من عوائل المرتزقة الذين ساعدوا تركيا في احتلالها.

كما حصلت الوكالة من خلال مصدر محلي من المقاطعة المحتلة، على معلومات تفيد بدخول 10 عراقيين ضمن الدفعة التي أدخلتها تركيا عبر البوابة الحدودية في 4 آب الجاري، والذين قالوا في سجل بياناتهم عند البوابة بأنهم بصدد الذهاب إلى عوائلهم التي تسكن في المقاطعة المحتلة منذ سنوات.

وفرّت العشرات من عوائل داعش من مخيم عين عيسى إبان الهجوم التركي عام 2019، واستقرت في حارتي الليل والإسكان في مركز مقاطعة كري سبي.

وحذّر مجلس مقاطعة كري سبي أكثر من مرة، من مخاطر هذه السياسة وتأثيراتها في تغيير التركيبة السكانية للمقاطعة المحتلة، التي لطالما عمل عليها في الأراضي السورية منذ بدء أزمة البلاد.

ووثّق مجلس مقاطعة كري سبي أن الهجوم واحتلال المقاطعة تسبّب في تهجير ونزوح أكثر من 100 ألف من سكان المقاطعة، ويسكنون حالياً في كل من مدن الرقة والطبقة وأريافها، منهم 6844 في مخيم مهجري كري سبي الذي أُنشئ في 22 تشرين الثاني عام 2019، بالقرب من قرية تل السمن (ريف الرقة الشمالي).

ولم تتوقف عمليات النزوح من المقاطعة المحتلة، حيث تنزح عشرات العوائل بشكل دوري من المقاطعة المحتلة باتجاه مناطق الإدارة الذاتية؛ نظراً لما تشهده تلك المناطق من جرائم يرتكبها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.